127      896
  • هل البسملة يكون محلها القلب ولا ننطق بها حمامات البيوت؟
  • خالد بهاء الدين
    خالد بهاء الدين
    الحديث وعلومه.. الفقه الشافعي..
  • بالنسبة للوضوء في البيت هل البسملة يكون محلها القلب ولا ننطق بها داخل الخلاء؟ وهل بُعد "التويلت" عن الحوض يفرق في الحكم؟ وهل يشرع التلفظ بأذكار أخرى كالتسبيح ونطق الشهادتين والدعاء وما شابه؟

    الحمد لله وحده.

     

    الخلاصة:

    البسملة في البيت في حوض الوضوء الواقع داخل (الحمام) مستحبة باللسان وبصوت عال بلا حرج إن شاء الله.

    ويشرع فيه كل ذكر، إلا في حال قصد مكان قضاء الحاجة (حوض التبرز أو التبول).

     

     

    بعض التفاصيل:

     

    1- التسمية قبل الوضوء مستحبة عند أصحابنا الشافعية وأكثر أهل العلم.

     

    2- الأماكن المتخذة في البيوت اليوم، ليخلو الناس فيها عن النظر، ونسميها (الحمامات)، إن كانت واسعة (فيها حوض الاستحمام وحوض قضاء الحاجة، وحوض الوضوء)، فالذي عندي بعد تأمل قديم:

     

    أنها ليست (الخلاء) الذي منع الفقهاء من ذكر الله فيه، فذاك هو الذي يتخذ لقضاء الحاجة (البول والغائط) خاصّة.
    وهذا مكان يفعل فيه هذا وغيره.

     

    3- يوضحه بعض ألفاظ الحديث الوارد في الذكر قبل دخول الخلاء (اللهم إني أعوذ بك من الخبث... الخ)، ففي لفظ: الكنيف، بدل الخلاء.

     

    وقال النووي في شرح مسلم: (الخلاء والكنيف والمرحاض، كلها: موضع قضاء الحاجة).

     

    فالخلاء هو الكنيف هو المرحاض، هو موضع قضاء الحاجة، وهو اليوم مقتصر على ما سميتَه (التويلت)، وهو المرحاض، أو حوض التبرز.

     

    وأمّا حوض الاستحمام، وحوض الوضوء، فليس كنيفا ولا مرحاضا ولا خلاء.

     

    وإنما الذي ورد في الحديث في قول الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه: (إذا أراد دخول الخلاء)، لأن هذه الأماكن كانت منفصلة في زمنهم، ليس مثل اليوم.

     

    وبناء على ذلك:

    فالحمامات اليوم فيها ثلاثة أمكنة، مكان للوضوء، ومكان للاستحمام أو الغسل، ومكان لقضاء الحاجة.

    ولكل منها حكمه، وليست الثلاثة خلاء الذي يكره فيه ذكر الله، بل ذاك واحد منها.

     

    وليس المكان كله نجسا، بل هو طاهر كله غالبا، إلا إذا تيقن من وقوع شيء من البول أو البراز على الأرض.

    4- وقد ذكر الشافعية وغيرهم استحباب التسمية قبل الغسل أيضًا، وأنها تكون مقرونة بالنية، والنية عندهم تكون مقرونة بأول فرض من فروض الغسل، وهو أول جزء مغسول من البدن.

    وهذا لا يمكن إيقاعه إلا داخل حوض الاستحمام، الواقع داخل (الحمّام)، وهو مشروع بلا حرج.

     

    5- وكذلك التسمية قبل الوضوء، ليس فيها حرج.

     

    6- وكذلك كل ذكر، إلا في حال قصد مكان قضاء الحاجة (حوض التبرز والتبول) أو الجلوس عليه، أو في حال قضاء الحاجة.

     

    وأحب أن يبقى هذا الحوض مسدودًا بغطائه إذا كان الإنسان في ذلك المكان.

     

    والله أعلى وأعلم.