129      2457
  • مسلمة حديثا وتسأل إن كان الحجاب أمرا دينيا أم مجرد عادة؟
  • أحمد سالم
    أحمد سالم
    المدير العام لمؤسسة (أكاديميك) للدراسات والأبحاث والاستشارات
  • أنا مسلمة جديدة في كندا كنت تحمست لارتداء الحجاب بعد الإسلام لكن رفيقتي تمشي معي step by step ولما وصلت للحجاب لم أجد في القرآن دليل obvious للحجاب وسمعت أنه عادة اجتماعيةK مازلت أحبه لكن أريد معرفة ما هو: فرض أم عادة؟ نصحتني صديقة أن أتواصل معك ممكن تكتب لي أو تعطيني مكانا أقرأ فيه؟ جزاك الله خيرا.
     
     
    هل الحجاب عادة من عادات اللباس، وهل نمط التستر العام للمرأة المسلمة، عادة من عادات اللباس؟
    الجواب: نعم.
     
    عادة بمعنى أنه ليس أمرًا دينيًا؟
    الجواب: لا. بل هو عادة وأمر ديني في الوقت نفسه.
     
    العادة التي ليست أمرًا من الدين والشرع هي طرق الحجاب والتستر المتنوعة، طريقة المصرية تختلف عن طريقة السعودية عن الخليجية عن المغربية عن الشامية عن السودانية وستختلف عن الأمريكية والكندية.
     
    وهذا الذي نحاول شرحه: هناك فرق بين نمط الحجاب والتستر الذي هو عادة مأمور بها، وبين الطريقة العرفية لتحقيق هذه العادة وهي الطريقة التي تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة لذلك نص مفسر مسلم كبير (الطاهر بن عاشور) على أن الجلباب مجرد عادة عربية لتنفيذ مقصد الحجاب والتستر وليس لباساً شرعيًا مأمورًا به.
     
    اتفقنا أن أشكال الحجاب المتنوعة عادات شعبية، لكن أصل الحجاب والتستر عادة دينية..
     
    لماذا نقول: عادة دينية؟
    هنا الأمر المهم: الدين الإسلامي ليس دينًا شعائريًا يؤدى داخل مسجد أو كنيسة أو معبد، ثم ينفصل عن باقي الحياة..
     
    الدين الإسلامي يقدم:
     
    (1) نظام شعائر للطهارة والصلاة والصوم والحج (ولهذا النظام مقاصد نفسية وروحية وعقلية وجسدية).
    (2) نظام للحكم والقانون.
    (3) نظام للاقتصاد والاجتماع.
    (4) نظام للمعاملات الإنسانية.
    (5) نظام لنمط الحياة اليومي بما فيه عادات النوم والأكل واللبس والمشي.
     
    وهذه الأنظمة ليست أنظمة شمولية تفصيلية تخنق الحياة على شكل واحد، فهذا لا يتناسب مع طبيعة الإنسان ولا مع طبيعة التغير الزماني والمكاني..
     
     
    ولكن هذه الأنظمة تقدم مجموعة من القواعد الأخلاقية والقيمية الثابتة، ومجموعة من الفرائض والواجبات (الحجاب) ومجموعة من المستحبات (الأكل باليمين وأذكار النوم والصباح والمساء)، وتترك مساحة كبيرة للتنوع الإنساني وتجدد التجربة البشرية..
     
    والغرض من هذه النظم والتفاصيل هو حفظ الحبل الواصل بين الله وبين الناس، فإن الأديان التي تكتفي بنظم شعائرية أو قواعد أخلاقية= ليست هي التصور الإلهي الكامل للدين الخاتم الشامل الذي يحفظ روح الإنسان من أن تسحقها الحياة المادية، وتحافظ على إجراءات الاتصال بالآخرة والانفصال عن الدنيا موزعة داخل اليوم الذي فيه من دواعي الاتصال بالدنيا ما يكفي، فجاءت هذه الأنظمة لتحفظ اتزان العيش الإنساني..
     
    **الحجاب عادة دينية واجبة على المرأة المسلمة كجزء من نمط العادات الدينية الذي يحفظ على الروح الإنسانية صلتها بربها واستحضارها لوعي القداسة حتى وهي ترتدي ثوبها.