تجوز الصّلاة مع استعمال الكمامة بلا كراهة في حال الخوف من العدوى فإنّ الضّرورات تبيح المحظورات، وما دونها كالمكروهات أولى، وهذا فضلا على أنّ النّهي عن التلثم في الصلاة وتغطية الرّجل فاه هو = أمر معلّل، وقد قيل في علّته: إنّها = التشبّه بأهل الكبر ـ ولهذا استثنى المالكيّة من الكراهة: مَن كانت عادتهم التّلثّم ـ وقيل: لكون ذلك يحول دون تصحيح القراءة وإخراج الحروف من مخارجها، وقيل غير ذلك ...

واتّفقوا أنّ مثله الانتقاب للنّساء في صلاتهنّ؛ وعُللّ هذا بكونه من الغلو في الدين؛ قال ابن عبد البرّ: أجمعوا على أن على المرأة أن تكشف وجهها في الصلاة والإحرام ... وقد نهى النبي ﷺ الرّجل عنه، فإن كان لحاجة كحضور أجانب فلا كراهة، وكذلك الرجل تزول الكراهة في حقه إذا احتاج إلى ذلك اهـ

واستثناء الحاجة من الكراهة متّفق عليه أيضًا؛ كما في حال من يتّقي بذلك رائحة كريهة أو بردًا شديدًا أو غبارًا أو يفعله لأجل عطاس أو كظم تثاؤب ونحو ذلك كما في "صحيح مسلم" من حديث أبي سعيدٍ الخُدريِّ رفعه: (إذا تثَاءب أحَدُكم، فلْيَضع يدَه على فيه فإنَّ الشيطان يدخل).