169      1605
  • يترحم على الملحدين إذا ماتوا بدعوى أنهم ربما تابوا قبل موتهم ولا ندري!
  • القاسم نبيل الأزهري
    القاسم نبيل الأزهري
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • بماذا نرد على من يترحم على الملحدين إذا ماتوا بدعوى أنهم ربما تابوا قبل موتهم ولا ندري؟

    [ما كان للنَّبيِّ والذين آمنوا أن يَستغفِروا للمشركين ولو كانوا أُولي قُربَى مِن بعد ما تَبيَّنَ لهم أنهم أصحاب الجحيم].

     

    [ولا تُصَلِّ على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره، إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون].

     

    [ومَن يرتدد منكم عن دينه فيمُت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون].

     

    [قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذْ قالوا لقومهم إنا بُرءاء منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده...].

     

    [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء].

     

    [يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تَوَلَّوا عنه وأنتم تسمعون].

     

    [فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت، ويُسَلِّموا تسليما].

     

    أما أنّه ربما تاب قبل موته، فمجرد الإمكان العقلي هذا لا يغيِّر شيئا بالنسبة لنا، فنحن نحكم على الظاهر ونتعامل على أساسه، فمَن استمَرَّ في الظاهر على الكفر حتَّى مات أخَذَ أحكام الكفار، ومن استمر في الظاهر على الإسلام أخذ أحكام المسلمين.

     

    ولو فَتَحنا باب تبديل الأحكام الدنيوية الظاهرة بسبب هذه الممكنات فيمكن في المقابل أن يعكس شخص المسألة، فيموت مثلا مسلم موحد مستقيم الحال جدا فيقوم شخص ويطالب بمعاملته معاملة الكفار، بأن نترك غسله وتكفينه، والصلاة عليه، وندفنه في مدافن الكفار أو في أي حفرة تكفي الناس أذاه، ثم إذا سألنا عن تفسير هذا الفعل معه مع أنه مسلم يقال: يمكن أن يكون كفر قبل ما يموت وسبَّ الله والنبي والقرآن، مَن أدرانا! فلأجل هذا الممكن نحن نفعل هذا معه!

     

    وهذا لا شك جهل وحماقة ومخالَفَة لدين الإسلام، فإننا مأمورون بمعاملة الناس بحسب الظاهر، فمَن أظهر الإسلام أخذ أحكامه في المسلمين، ومَن أظهر الكفر أخذ أحكامه في الكفار، نسأل الله العافية وحسن الختام.