192      4450
  • تريد الصدقة من مصروفها لكنها تخجل لقلة المبلغ وتسأل: هل يُقبل؟
  • خالد بهاء الدين
    خالد بهاء الدين
    الحديث وعلومه.. الفقه الشافعي..
  • أنا طالبة ومصروفي الشهري الذي آخذه من والدي ٣٠٠ جنيه، وأحس إني كبرت كفاية إني أطلع صدقة من مصروفي، لكني أخجل من ربنا وأنا أتصدق بمبلغ قليل يعني حاجة على قدر مالي، فهل يقبل عملي؟ وكم يفترض أن أتصدق من هذا المبلغ؟
    الحمد لله وحده.
     
    قد أفتى في ذلك سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين البخاري ومسلم، أنّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ العمل أحبّ إلى الله؟
    فقال: (أدوَمُه، وإن قلّ).
     
    فليت كل مسلم يتصدق كل يوم بجنيه واحد أو اثنين، ومن زاد زاد لنفسه.
    القليل الدائم: كثير.
     
    فركعتان كل يوم، أو كل يومين، أو كل ثلاثة، أو كل أسبوع.
    وخمس جنيهات كل أسبوع.
    أو جنيه كل يوم.
     
    أو مائة تسبيحة كل يوم.
    أو عشرون استغفارا كل يوم.
     
    وقراءة صفحة واحدة من المصحف كل يوم، خير من جزء في يوم، أو سبعة أجزاء في مدة أسبوع، ثم ينقطع ولا يدري متى يمس المصحف.
     
    الدائم المخلَص هو حياة العباد الصالحين.
    ثم ما زال الصالحون يتزوّدون حتى يرتقوا في منازل السائرين، فيهذبوا نفوسهم.
     
    وهي آكد طريقة للتمرن على العبادة، ثم تحصيل الولاية.
    فإن التعبّد ممتع، ومن ذاق، طلب الزيادة.
    ومن أقبل على الله، أقبل الله عليه، تبارك الله وتعالى.
     
    وهذا كما في الصحيحين أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن ربَّنا تبارك وتعالى يقول عن مكافئته لعباده المتقرّبين إليه:
    (... إن اقترب إليَّ شبرًا: تقرَّبتُ إليه ذراعًا!
    وإن اقترب إليَّ ذراعًا: اقتربتُ إليه باعًا!
    وإن أتاني يمشي: أتيتُه هرولةً)!
     
    فالله أكبر، ولله الحمد.
    الأخت الكريمة، تأثّرت بسؤالك، جزاك الله خيرا.
    وأعانني الله وأعانك.