هذه مثاليات غير إنسانية. الإنسان متعدد الاهتمامات والمنازع. وكل الناس تنزع إلى الرؤية، وفيها من حب معرفة الصورة شيء كثير.

كلنا نحب ونشتاق أن نرى من نحب، من قدوات، ومن أحباب. ولذلك جاء الشرع بما يراعي ذلك الجانب، فتعددت فيه الوصوف، للجنة وللنار، للغيوب الماضية، والمستقبلة، وأعظم نعيم الجنة رؤية الله، وحتى القرآن لم يخل من تعداد الصفات لله رغم أننا نجهل الكيفية وهي فوق عقلنا، حتى نوره الذي هو نوره ضرب له الأمثال الحسية.

وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم صور إخوانه من الأنبياء، وكان حريصا على تشبيههم، حتى شببهم ببعض الأحياء حتى تقترب الصورة، وكذلك حرص الصحابة على وصف النبي للتابعين، وعلى وصف كبار الصحابة كالخلفاء، بصفات حسية دقيقة، وكان التابعون فمن بعدهم يتحرقون شوقا لمعرفة صورة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان ثابت البناني يقول لأنس: أعطني عينيك اللتين رأيت بهما النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقبلهما!

فنحن بشر يا مولانا، ومن الخير أن نفكر كبشر.