217      4235
  • أتعامل مع الشاذ جنسيا بطريقة عادية وهو حر يتحمل نتيجة سلوكه، فهل يجب أن أقاطعه؟
  • القاسم نبيل الأزهري
    القاسم نبيل الأزهري
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • أنا لا أحب الشذوذ ولا أدعم أصحابه، لكن لو عرفت أن شخصا ما شاذ، سأتعامل معه بطريقة طبيعية كما يتعامل مع بطريقة طبيعية، لا مشكلة عندي في معاملته كإنسان طبيعي وأنه حر مع نفسه، كالمسيحي أو الملحد الذي طالما لا يؤثر أو يحاول التأثير عليّ، وتعاملنا في أمور لا علاقة بها بموضوع الشذوذ، لما بعرف ميول أحد موقفي يكون ( طيب تمام عايز إيه يعني! ) وبعدها التعامل عادي، مش كأنه شخص لوطي أو شاذ أو كافر يجب عليّ تجنبه وقطع علاقتي به.. ما أقصده أني لا أدعمه لكن أرى أنه يفعل ما يشاء وهو يتحمل نتيجة أفعاله، هل هذا حرام؟

    إذا كان السؤال عن شخص تستشعر منه أن لديه ميلا جنسيا لبني جنسه، لكنه يكره ذلك من نفسه، ولا يجاري هواه في ذلك، ويجاهد نفسه على التزام حدود الله، فنعم، تعامله معاملة حسنة، وتأخذ بيديه حتى يتعافى من دائه، ويسلم من التورط في الحرام، مع حرصك كل الحرص أن لا تكون عونا له أو أداة لشيء من الحرام.

     

    أما إن كان السؤال عن فاسق تعرف منه أنه يمارس تلك الفاحشة القبيحة، أو كان السؤال عن مرتد خارج عن دين المسلمين يستحل تلك الفاحشة القبيحة حتى لو لم يكن يمارسها، فالوضع يختلف، إذْ مثل هذا اللون من الناس ينبغي شرعا معاقبته بما يستحق شرعا، فاللوطي الفاعل عقوبته كالزاني جلدا أو رجما، والمفعول به عقوبته الجلد، ومستحل اللواط مرتد عقوبته القتل إن لم يتب ويرجع، وبعض العلماء يرى قتله رجما بكل حال ما دام بالغا، وبعض الصحابة ورد عنهم أنه يقتل حرقا بالنار، وللعلماء في عقوبته أقوال أخرى منها أن يُنظر لأعلى بناية في البلدة فيلقى من فوقها منكس الرأس كنحو ما حصل لقوم لوط.

     

    وعموما المنوط به تطبيق العقوبات هو الدولة، بحكم قضائي، وتنفيذ ممن وظيفته تنفيذ الأحكام كما هو معروف.

     

    وأما بالنسبة لك فهذا صاحب منكر قبيح، تنصحه وتنهاه عن منكره، وتخوفه بالله، فإن تاب ورجع فالحمد لله، وإلا فاقطع علاقتك به، ولا تعامله إلا بقدر ضرورة لا بد منها، وإياك ومصاحبته ومؤاكلته ومشاربته وتطبيع العلاقة معه وأنت تعلم أنه متلبس بهذا الفسق الشنيع، أو الكفر القبيح.

     

    فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض".

     

    ثم قال: «لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون • كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون».

     

    ثم قال: "كلا، والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم".

     

    فالخلاصة: لا يجوز لك تطبيع العلاقة مع لوطي يمارس تلك الفاحشة القبيحة، ولا مع مرتد مستحل لها، بل عليك أن تنصحه وتهجره، ولا تتعامل معه إلا في حدود الضرورة والنصيحة.