252      4761
  • تشكو فوات كثير من العبادات التي كانت محافظة عليها قبل الزواج والإنجاب
  • هيثم سمير عبد الحميد
    هيثم سمير عبد الحميد
    فقه شافعي
  • زمان قبل ما اتجوز واول ما اتجوزت: كانت اهم حاجة في حياتي الصلاة، وكان ليا ورد قرءان كبير في الصلاة، ورواتب، واذكار، ودروس علم وقرءان وقراءة وسماع... دلوقتي عندي طفلين كتر خير الدنيا لو لحقت اصلي الصلاة قبل ما يخرج وقتها، مش هنتكلم في خشوع بقى.. تعبت والله، انا نسيت ان في حاجة اسمها أذكار! ولا بعد الصلاة ولا صباح ومساء ولا قبل النوم، طبعا واضح حياتي عاملة ازاي.. الحياة متلخصة في ترويق وتنضيف ووتأكيل وتغيير، ده كل ده وست بتيجي تساعدني.. انا تعبت، حاسة اني حيوان! وعايشة عبث! مفيش اي معنى لليوم ولا للحياة، هي فعلا حياة بهايم! كل احلامي وطموحاتي اتحطمت بجد! كل العلم الشرعي اللي درسته نسيته! انا نسيت اني كنت حاطة خطة! مش عارفة المفروض اعمل ايه؟ يعني البيت على طول يبقى نضيف ومتروق وفي اكل، ولا انا شكلي يبقى حلو، ولا اقعد اذاكر حاجة لأخرتي؟ ولا اذاكر للعيال؟ ولا اهتم بهم اصلا؟ ولا اقرا في التربية؟ بجد والله انا ندمانة على اليوم اللي اتجوزت فيه، مع ان جوزي مفيش منه فعلا، ما يتعوضش، بس خلاص، اكيد ربنا مش خالقني عشان اقعد اشتغل شغل البهايم ده... انا امتى هاقرا قرءان واتعلم واقرا احاديث الرسول؟ نفسي اقرا فاتذكر ... انا عايشة باقول: ياااه، هو مش احنا المفروض نكظم غيظنا صحيح! أعمل ايه؟ انا زمان كنت بجاهد نفسي عشان ما أكثرش من الضحك واتقلل من الدنيا وما أتكلمش كتير عشان الرقيب العتيد وكده، دلوقتي انا مش فاكرة ان في حاجة اسمها جهاد نفس اصلا! ولا فاكرة بقى ولا موت ولا حساب ولا تقوى! كل ده هوااا... مش ممكن بجد اكون اتخلقت عشان أنضف وأاكل وأطبخ وأغسل! مش عارفة أعيش خلاص!

    أختي الكريمة..

    العبادة مفهومها واسع وليست هي فقط العلم الشرعي والأذكار وما شابه والمفهوم ده هو اللي بيضيع وبيأخر الإنسان عندما تحصل له انشغالات سواء بالزواج أو الإنجاب أو الوظيفة أو ما شابه.

    العبادة مفهوم واسع مقصودها تعظيم الله وإرادة اليوم الآخر فنفس الأعمال اللي حضرتك يتعمليها لو استحضرتي بها المعنيين دول هتبقى عبادة بتقربك إلى الله تعالى وبتزود رصيدك من الحسنات وتشرح قلبك بشرط طبعا متشغلكيش عن عبادات أهم يعني مينفعش تاخري الصلاة مثلا.

    ومشكلة المفهوم الضيق للعبادة إن أعمال كثيرة ممكن تبقى رصيد ضخ ليكي من الحسنات وفتوح لقلبك بتضيع وتتحول لمجرد أعباء ثقيلة عليكي وإهدار لطقتك الروحية والقلبية.

    المقصود أن خطتك في البداية لم تكن واقعية ولا مناسبة لظروف كونك فتاة ستتزوج وستكون أما لذلك انهارت بالزواج ولم تستطيعي الإفاقة سريعا فحصل التدهور المذكور.

    المطلوب إعادة رسم الخطة

    :o: الرسالة هي إرضاء الله تعالى ونيل الجنة والنجاة من النار.

    :o: محاور العمل:

    1- الفرائض والواجبات وتأديتها بشكل جيد يليق بكونها عبادة.

    2- حسن التبعل للزوج وهو من أقصر طرق الجنة للزوجة بل هو لها كالجهاد للرجل المهم النية طبعا والاستحضار إنك تفعلين ذلك إرضاء لله تعالى ورغبة في ثواب الاخرة وقد ساعدك الله تعالى على ذلك بأن رزقك الزوج الصالح المتفهم.

    3- تربية الأبناء تربية صالحة والقيام على ذلك.

    4- جانب العبادة ( النوافل) والمطلوب منك واقعيتها يعني تحطي قدر معقول يتناسب مع ظروفك فمثلا قيام الليل بعشر آيات في الليلة - صيام ثلاثة أيام كل شهر - قراءة حزب من القرآن - المحافظة على صلاة الضحى وورد ذكر يسير تحافظي عليه مياخدش خمس دقائق - بعض الأذكار الموظفة كذكر الاستيقاظ ودعاء الركوب ودعاء الخلاء ودعاء الأكل والحمدلة بعد إنهاء الطعام ولكن مع محاولة استحضار الذكر. وأخيرا الدعاء وهو لب العبادات.

    5- الجانب المعرفي والمطلوب منك قراءة عشر دقائق فقط في اليوم وتركزي القراءة على الترغيب والترهيب والسيرة واليوم الآخر والأسماء الحسنى بشكل يمثل ما لا يقل عن ثلثي قراءتك.

    :o: الزاد اللي هتحتاجيه للسير في خطتك هو أمران رئيسيان:

    1- دوام تذكر عظمة الله واليوم الآخر وربط أعمالك بذلك وهذا يحتاج لأمرين رئيسيين أولا الارتباط بهذين الموضوعين عن طريق التفكير المتواصل فيهما في أغلب الوقات وعن طريق زي ما قولنا أن نسبة جيدة من قراءتك تكون عنهم.

    2- استحضار فضائل الأعمال خصوصا ما تقومين به بالفعل كحسن التبعل لزوجك وحسن تربيتك لولدك حتى يساعدك في استحضار النية ولا تتحول الأعمال إلى عادات وليست قربات.

    أخيرا من أهم المعينات على ما قلنا الاستيقاظ مبكراً ولا أظنني أحتاج أن أذكرك أن الإنسان يحتاج للتحول من حال إلى حال إلى قوة إرادة واستعانة بالله تعالى وأنه يبقى مستعد أنه في حالات السقوط والإخفاق والكبوات يفيق ويعيد المحاولة سريعا.