277      797
  • تسأل عن حكم قراءة القرآن وشعرها ليس مستورا.
  • أ.د. حاكم المطيري
    أ.د. حاكم المطيري
    أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت
  • لو سمحت ينفع احفظ قرآن بنص الكم وبشعري؟

    نعم جائز ولا حرج، ولم يرد ما يمنع الرجل أو المرأة من قراءة القرآن وحفظه ومراجعته، على كل حال، وفي أي لباس، حتى للنائم في فراشه، وإنما يستحب مراعاة آداب التلاوة في حال السعة ومنها:

     

    ١- أن يكون القارئ على طهارة، كما عند أبي داود وصححه ابن حبان قال ﷺ (إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر)، قال النووي في التبيان في آداب القرآن ص ٧٣ (يستحب أن يقرأ وهو على طهارة، فإن قرأ محدثا جاز بإجماع المسلمين، والأحاديث فيه كثيرة معروفة، قال إمام الحرمين ولا يقال ارتكب مكروها، بل هو تارك للأفضل، فإن لم يجد الماء تيمم).

     

    ٢- والسواك وتطهير الفم قبل القراءة، كما في صحيح ابن حبان قال ﷺ (عليكم بالسواك، فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب عز وجل)، وعند ابن ماجه بإسناد حسن عن علي رضي الله قال (إن أفواهكم طرق للقرآن، فطيبوها بالسواك).

     

    ٣- تدبر القرآن حين القراءة، وعدم الانشغال بغيره حتى يفرغ منه، كما قال تعالى ‏﴿أفلا يتدبرون القرآن﴾، وكما في صحيح البخاري عن نافع، قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما: (إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوما، فقرأ سورة البقرة، حتى انتهى إلى مكان، قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى).

     

    ٤- تحسين الصوت عند قراءة القرآن، كما عند أبي داود والنسائي بإسناد صحيح (زينوا القرآن بأصواتكم)، وفي الصحيح (ليس منا من لم يتغن بالقرآن).

     

    ٥- الجلوس في مكان طاهر نظيف، في لباس طاهر نظيف، كما قال النووي في التبيان ص ٧٧ (ويستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار، ولهذا استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد لكونه جامعا للنظافة، وشرف البقعة، ومحصلا لفضيلة أخرى وهي الاعتكاف، فإنه ينبغي لكل جالس في المسجد الاعتكاف سواء أكثر في جلوسه، أو أقل، بل ينبغي أول دخوله المسجد أن ينوي الإعتكاف، وهذا الأدب ينبغي أن يعتنى به ويشاع ذكره ويعرفه الصغار والعوام فإنه مما يغفل عنه).

     

    ٦- استقبال القبلة فالقرآن ذكر ودعاء، وأحرى أن يستقبل به القبلة حتى إذا قرأ آية دعاء، أو أراد سجود تلاوة، كانت القبلة تجاهه، كما قال النووي في التبيان ٧٩ (يستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقل القبلة، ويجلس متخشعا بسكينة ووقار، مطرقا رأسه، ويكون جلوسه وحده، في تحسين أدبه وخضوعه، كجلوسه بين يدي معلمه فهذا هو الأكمل، ولو قرأ قائما أو مضطجعا أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز، وله أجر، ولكن دون الأول، قال الله عز وجل ‏﴿إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض﴾، وثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتكئ في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن"، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية "يقرأ القرآن ورأسه في حجري"، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال "إني أقرأ القرآن في صلاتي وأقرأ على فراشي"، وعن عائشة رضي الله عنها قالت "إني لأقرأ حزبي وأنا مضطجعة على السرير"..).