هذه دنيا وليست جنة.
خُلِقتْ على كدرٍ وأنت تريدها صفوا من الأكدار..!
ولا نستطيع أن نواجهها إلا بالصبر على أقدارها المُرّة، ولا نستطيع الصبر إلا بالاستعانة بالله (واصبر وما صبرك إلا بالله).
الدنيا ممر لمستقر، ومعبر للجنة أو النار، وقد خلقها الله دار ابتلاء لا دار جزاء، ولذا كان أشد الناس بلاء فيها الأنبياء، مع أنهم صفوة الخلق وشامة الأتقياء.
من لم يفهم هذا ويملأ به قلبه، امتلأ بالحسرات والجزع والسخط على قدر الله، والحزن والاكتئاب المرضي، فلا ربح دنياه ولا فاز في أخراه.
ما حدث لك قدٓر يختبرك الله به، وليس بالضرورة أن يكون عقوبة على ذنب، وإلا ما مات نبي ولا ولِيّ!
أوصيك أختاه بالصلاة والدعاء والقرآن:
- فأما الصلاة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر أي أحزنه، فزع إلى الصلاة، فكيف حال صلاتك؟! وما حضور قلبك فيها؟!
- وأما الدعاء، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء في الشدة والرخاء، ويطيل سجوده إلى أن يصل مقداره لقراءة ٥٠ آية (خمسين!).
فكيف حال دعائك؟ وهل تغتنمين أوقات الإجابة؟! وهل تواظبين عليه؟ وهل تدعين مع يقين بالإجابة وعدم استعجال لها؟
- وأما القرآن فقد كان تثبيتا لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشدائد (كذلك لنثبِّت به فؤادك)، وهذا قلب نبي يحتاج تثبيتا، فكيف بقلب عبد فقير يشكو ضعفا وتقصيرا؟
ومن يدري..ِ
كم من شدائد قربتنا من الله، وكم من نِعٓم أبعدتنا عنه!
والغافل يكره الشدة وإن قربته من ربه، ويحب النعمة وإن ألهته عن المنعِم وأدت إلى عذاب الآخرة.
وهذا حال أكثر الناس، ولست كذلك بإذن الله.