324      4286
  • متذبذبة بين الاستقامة والعصيان، حتى كرهت حياتها!
  • كريم حلمي
    كريم حلمي
    فقه حنبلي
  • هل تعرف إحساس أنك لا محصّل سما ولا أرض؟ لا أستطيع أن أكون ملتزمة، ولا أن أكون متبرجة، أسمع الأغاني أحيانًا والقرآن أحيانًا، ألبس "جيبات" وأحيانًا بناطيل، أصلي أحيانًا وأحيانًا لا، أريد أن أستقر لأني تعبت وكرهت حياتي لعدم قدرتي على الالتزام.
    الدين ليس أبيض وأسود، ليس مجرد سماء أو أرض، إما هذا وإما ذاك، وكون الإنسان بين السماء والأرض مع مجاهدته ومحاولته وقيامه بعد السقوط مرة تلو أخرى بلا ملل = أشرف وأعظم وخير ممن أخلد إلى الأرض واتبع هواه.
     
    وأن يكون الإنسان من أهل قول الله جل وعلا: "وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" خير وأشرف من أن يكون من أهل قوله سبحانه وتعالى: "رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ" ..
     
    وهذا لا يعني رضا الإنسان بمعصيته وظلمه، ولكن يعني ألا يترك الإنسان ما يقدر عليه من الخير - وإن كان يأتي وينقطع - لأنه يلخطه بظلم وشر، فإن هذا الخير هو طوق النجاة الذي يمكن أن يصل به الإنسان إلى بر النجاة يومًا ما.
     
    وأيضًا خذي بأسباب العزم والجد، ابحثي عن بيئة حسنة، وأخوات لكِ في الله يساعدنك على الخير ويدفعنك إليه معهن، اقطعي كل العلائق الممكنة التي تردك إلى المعصية مرة أخرى، وأكثري من الدعاء والمناجاة والاستغفار، فإنها مفاتيح كل باب مغلق.