الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، أمَّا بعد؛

 

فالاحتلام معناهُ: نزولُ منيٍّ منكَ حالَ النوم.

 

فإذا حدثَ ذلك = يجبُ عليكَ أن تغتسلَ بنيَّة رفع الحدثِ، أمَّا الموضع الذي أصابَهُ المنيُّ من ثوبِك = فيستحبُّ لكَ غسلُه، ولا يجبُ؛ إذ المنيُّ طاهرٌ عند الإمام الشافعيِّ رضي الله عنه؛ لأنَّ عائشة رضي الله عنها كانت تفرك المنيَّ من ثوبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

 

أمَّا ينزل منكَ حال اليقظة دون استدعاءٍ منكَ باليدِ = فهذا إمَّا مذيٌ أو وديٌ.

 

أمَّا المنيُّ فلا ينزلُ منكَ إلا بالاستدعاءِ، يعني: بالاستمناء (يعني: العادة السرية) عافاكَ الله.

 

أمَّا الذي ينزلُ منكَ بلا استدعاءٍ حال اليقظة فهو المذيُ أو الودي.

والمذيُ ماءٌ أبيضُ رقيقٌ لزج ينزلُ إذا تذكرت الجماعَ أو اشتهيت امرأة ونحو ذلك، والمذيُ يُوجبُ الوضوءَ، وهو في نفسه نجسٌ، يجبُ غسلُ الذكرِ منه، ويجبُ غسلُ الموضع الذي أصاب الثوب.

 

ومثلُه الودي، ولكن الودي غالبًا ينزلُ بعد البولِ، وهذا مثلُ المذي يوجب الوضوءَ، وهو في نفسِه نجسٌ، يجبُ غسلُ الذكرِ منه، ويجبُ غسلُ الموضع الذي أصابَ الثوب.

 

ومما يميِّزُ لكَ المنيَّ عن غيرِه ثلاث علامات: أنه يخرجُ متدفقًا، وأنه يعقبه فتورٌ، وأنه له رائحة عجين؛ كما نصَّ عليه الفقهاء.

 

المنيٌّ طاهرٌ، ولكنه يُوجب الغُسل (غسل الجنابة).

المذي والوديُ نجسانِ، ولا يوجبان الغسل، وإنما يوجبان الوضوءَ