395      2586
  • كنت في مشكلة ودعوت وأنجاني الله، فكيف أشكر الله؟
  • القاسم نبيل الأزهري
    القاسم نبيل الأزهري
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • كنتُ في مشكلة، دعوتُ الله ورددتُ ( لئن أنجيتني من هذه لأكونن من الشاكرين )، وسبحانه مجيب الدعاء الرحيم الغني، أريد الآن أن أكون من الشاكرين كما وعدتُه عز وجل، فأخيرني عن ذلك وبإذن الله أفعله.

    نحقق شكر الله بمحبته وذكره والاعتراف بفضله سبحانه، بالقلب واللسان، وباستعمال نعمه في طاعته.

     

    يُروَى أن موسى -عليه الصلاة والسلام- قال: يَا رب كيف أشكرك؟ قال سبحانه: تذكرني ولا تنساني، فإذا ذكرتَني فقد شكرتَني، وإذا نسيتَني فقد كفرتَني.
     
    وقيل: إن داود - عليه الصلاة والسلام - قال في مناجاته: إلهي كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك علي؟ فأوحى الله إليه إنَّك الآن قد شكرتَني. ولهذا يقال: العجز عن الشكر شُكر.
     
    فالحاصل: أن من الشكر الاعتراف بنعمة الله وفضله بالقلب وباللسان، والاعتراف بالعجز عن كمال الشكر، وكذا ذِكرُ الله سبحانه بالقلب واللسان، وعدم الانشغال بالنعم عن المُنعِم، وكذا استعمال نعمه سبحانه في طاعته والتقرب إليه، والإحسان إلى خلقه، وتذكر أن النعم الدينية هي الأعظم والأكبر والأبقى، فأعظم النعم وأكبرها التوفيق لحسن طاعة الله واجتناب معاصيه وبلوغ منازل السعداء الباقية في جنات عدن، جعلنا الله وإياكم من أهلها بفضله.