501      1459
  • تدعو الله بشيء معين ولم يستجب رغم أنها تصلي وصامت بالأمس!
  • ماجد جرار
    ماجد جرار
    Siraj Institute‎‏ - ‏‎Ottawa Muslim Association‎‏
  • أدعو الله كثيرا بدعوة معينة لتحصل قبل عيد ميلادي غدا، وإلى الآن لم تُستجب هذه الدعوة، هذا معناه أن الله غير راض عني؟ طيب! أنا أصلي وكنت صائمة بالأمس بنية التقرب لله، فما الذي أفعله أكثر من هذا؟!
    في السؤال ثلاثة مصائب. والله مصائب. نستعيذ بالله منها..
     
    1- سوء الفهم عن الله: فاستجابة الدعاء من عدمه لا علاقة لها بمرضاة الله من سخطه.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‎ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله! إذاً نكثر، قال: الله أكثر‎.
     
    وقد يدعو الله مؤمن وكافر في نفس الوقت، فيستجاب للكافر على الفور لدعوته لأمر فيها هلاكه - لهوانه على الله -، وتدخر دعوة المؤمن إلى يوم القيامة لما في تعجيلها إساءة له، ولحب الله له.
     
    وإساءة الفهم عن الله ليس لها منتهى في الضلال، فقد وقع في بعض الصالحين سوء الفهم فخرجوا من السنة إلى البدعة، ووقعت بآخرين فخرجوا من رقبة الإسلام بالكلية.
     
    2- إساءة الظن بالله: فقد قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي.
     
    وقد حذر الله من هذا الفعل في عدة مواضع فقال استنكارا: "وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا"
     
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حسن الظن بالله من حسن العبادة".
     
    فلا ينبغي لمسلم إذا علم هذا أن يظن بالله ظن السوء، ولا أن يحدث نفسه به، ناهيك أن يتكلم به.
     
    3- استحقاق الخير على الله: وهذه ثالثة الأثافي، وهي إن كانت فرعا عن سوء الظن بالله، فإني أفردتها لعظم خطرها.
    وهي أن يمن العبد على الله بعبادته، فيقول دعوت فلم يستجب لي، وصليت ولم يحصل لي، وكأنه يعتقد في داخله أن الله ملزم بخدمته هو، واستجابة دعوته، وقبول صلاته، فيجعل ربه في منزلة الخادم من غير أن يشعر.
     
    فهذه أعظم المصائب الثلاث، وهي التي تردي بالإنسان في هاوية الكفران، من الكبر واليأس وأنواع الخذلان.
     
    ومنشأ هذا أن يجحد الإنسان نعم الله عليه فيظن أنه يتفضل على الله بالعبادة
     
    ركزي في ما قال ابن القيم رحمه الله:
    "فأكثر الخلق بل كلهم إلا ما شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء، فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق، ناقص الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله، ولسان حاله يقول: "ظلمني ربي ومنعني ما أستحق" ونفسه تشهد عليه وإن كان لسانه ينكره، ولا يتجاسر على التصريح به.
    ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها.
    ولو فتشت من فتشته لرأيت عنده تعنتاً على القدر وملامة له، وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر". ا. هـ.