54      1909
  • يجد دمًا في اللثة عندما يقوم من نومه، فهل هذا مفطر؟
  • أحمد عبد السلام
    أحمد عبد السلام
    فقه شافعي
  • عندما أصحو من نومي أجد الدم في فمي، فهل هذا يفسد صومي؟

    الحمدلله،


    من ابتلي بالتهاب اللثة، بحيث تنزف كثيرا، وربما قام من نومه فوجد دما، أو عطس فنزف، وكثيرا ما يفاجأ بوجود دم في فمه دون أن يشعر، فيكفيه أن يبصق الدم، وصومه صحيح، وهو معذور فيما يبتلعه بعد ذلك من ريق مختلط بالدم أو متنجس به، ولا يجب عليه مجه وغسل فمه كما قرر الاذرعي من الشافعية، واعتمده ابن حجر والرملي، رحمهم الله جميعا.

     

    قال ابن حجر في تحفة المحتاج:
    [ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻤﻦ ابتلي ﺑﺪﻡ ﻟﺜﺘﻪ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻻﺣﺘﺮاﺯ ﻋﻨﻪ، ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪﺓ اﻟﻤﺒﺴﻮﺭ، ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺤﺜﻪ ﻭاﺳﺘﺪﻝ ﻟﻪ ﺑﺄﺩﻟﺔ ﺭﻓﻊ اﻟﺤﺮﺝ ﻋﻦ اﻷﻣﺔ، ﻭاﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻤﺎ ﻣﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ اﻟﺼﻼﺓ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻤﺘﻰ اﺑﺘﻠﻌﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺪ ﻓﺼﻮﻣﻪ ﺻﺤﻴﺢ].

     

    وقال الرملي في نهاية المحتاج:
    [(ﻭﻟﻮ ﻋﻤﺖ ﺑﻠﻮﻯ ﺷﺨﺺ ﺑﺪﻣﻲ ﻟﺜﺘﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺠﺮﻱ ﺩاﺋﻤﺎ ﺃﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎ) ﺳﻮﻣﺢ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻖ اﻻﺣﺘﺮاﺯ ﻋﻨﻪ، ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺑﺼﻘﻪ ﻭﻳﻌﻔﻰ ﻋﻦ ﺃﺛﺮﻩ ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﻏﺴﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﻧﻬﺎﺭﻩ، ﺇﺫ اﻟﻔﺮﺽ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺮﻱ ﺩاﺋﻤﺎ ﺃﻭ ﻳﺘﺮﺷﺢ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺇﺫا ﻏﺴﻠﻪ ﺯاﺩ ﺟﺮﻳﺎﻧﻪ ﻛﺬا ﻗﺎﻟﻪ اﻷﺫﺭﻋﻲ ﻭﻫﻮ ﻓﻘﻪ ﻇﺎﻫﺮ].

     

    أما من نزف فمه دون أن يكون ذلك مرضا مزمنا له، وعلم بوجود الدم، فيجب عليه أمران:
    - الأول: بصق الدم حتى يصفو ريقه.
    - الثاني: المضمضة حتى يطهر فمه من أثر الدم، لأن ابتلاع الريق المتنجس مفطر في معتمد مذهب الشافعية.
    ولا يفطر بما ابتلعه قبل أن يعلم بوجود النزيف.

     

    والله أعلم