744      913
  • لماذا يشعر بعض الكفار بالراحة في عبادتهم رغم بطلان أديانهم؟
  • كريم حلمي
    كريم حلمي
    فقه حنبلي
  • عندى زميلة مسيحية تحكي أنها عندما تصلي ترتاح أو عندما تدخل الكنيسة و تدعي يُستجاب لها، وعندي تساؤل لِمَ يشعروا بذلك مع أنهم ليسوا على الطريق الصحيح ولا يجب أن يشعروا بما نشعر به عند الصلاة؟ أنا لم أشكك فى ديني قط.، والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها، ولكن أريد أن أستفهم.
     
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
     
    والملحد يدعي -وقد يكون مقتنعًا بذلك فعلًا، خادعًا لنفسه- أنه منذ إلحاده قد تحرر من ظلمة الأديان وكآبتها وصار حرًا طليقًا سعيدًا مرتاح البال..
     
    واليهودي يرى أنه عنده من اليقين في دينه ما يجعله يخاطر بروحه ويقاتل من أجل الأرض المقدسة..
     
    والهندوسي يشعر بالسكينة والخشوع -وتراه في عينه- وهو يزحف بين قدمي بقرته المقدسة ويتمسّح ببركاتها!
     
    والبوذي يشعر بالروحانية العالية وهو يقتل الكارما ويزحف نحو النرفانا بأن يعذب نفسه ويشوّه فطرته.
     
    وبعض الطوائف الضلال من الصوفية وغيرهم يبهرونك بحكاويهم عن الجذب والاتصال الإلهي بالرقص والقفز كالبهلونات ومرضى الشلل الرعاش أو المصعوقين بالكهرباء... إلى ما لا نهاية!
     
    أما سمعت قول الله جَلَّ وَعَلا: { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ }؟!
     
    أما سمعت قوله سبحانه وتعالى: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }؟!
     
    أما سمعت قول الله جَلَّ جَلاله وتقدست أسماؤه وهو يصف بجاحة أهل الكتاب: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}؟!
     
    لذلك الإيمان بالله جَلَّ وَعَلا وبدين الإسلام ليس مبنيًا على مجرد مشاعر وروحانيات، قد تصدق وقد تكذب، قد يُخدع بها الإنسان أو يتوهمها..
     
    ولكنه مبني أيضًا على الحجج العقلية والبرهانية التي تنضم إلى ما يجده المؤمن في قلبه من السكينة والخشوع ليكمل نصاب الإيمان في صدره.
     
    والله أعلم.