749      767
  • تذنب، ثم تقول: لِمَ يتركني الله أقترف الذنوب؟!!
  • محمود مداد
    محمود مداد
    باحث شرعي ومفتي.. موقع الشبكة الإسلامية
  • أشعر بأن الله عَزَّ وَجَل لا يحبني وغير راض عني وكثيرا ما يكون لي عتب عليه سبحانه وأقول بأني ليس لدي أحد سواه، فلِمَ يتركني الله تعالى ويدعني أقترف الذنوب، من فترة طويلة وأنا أشعر بأن الله سبحانه وتعالى يبعدني عنه.. أقترف الذنوب ولكنِّي أصلي وأقول لعل صلاتي تشفعلي ويأتي يوم وأنتهي عن تلك الذنوب، ولكنِّي أصلي بغير حضور قلب وأصبحت أترك فروض من كثرة يأسي وظني بأن الله عَزَّ وَجَل لا يحبني، ماذا أفعل؟
     
    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، أمَّا بعد؛
     
    ليس هناك شيء اسمه أعاتب ربنا جَلَّ وَعَلا..!
     
    الله عَزَّ وَجَل هو الذي له العتبى حتى يرضى، وأما نحن فلا نستحق عليه شيئا، ما أعطانا فهو فضله وما منعنا فهو عدله، فاقدري الله حق قدره وراعي الأدب في خطابك معه وعنه تعالى.
     
    ثم اعلمي أن الشخص إنما يؤتى من قبل نفسه، وليس الله ملوما على ذنوب العباد، بل نفسك الأمارة بالسوء وهواك وشيطانك كل هذا هو الذي أبعدك عن الله تعالى.
     
    وأما الله تعالى ففضله عليك لا يحصى، أرسل الرسول ﷺ وأنزل الكتاب وأقام الحجة وقطع العذر وأعطاك القدرة والإرادة لتطيعيه وأنعم عليك بالنعم الظاهرة والباطنة، وهي أعمالك يحصيها الله لك فإن وجدت خيرا فاحمدي الله تعالى وإن كان غير ذلك فلا تلومي إلا نفسك، فإياك والإلقاء بالتهمة على الله تعالى فإنه منزه عن الظلم.
     
    وإياك وسلب نفسك ما تستأهله من الذم والنقيصة والاتهام، بل عودي على نفسك باللائمة ثم احمليها على طاعة الله حملا واجتهدي في الكف عما أنت مقيمة عليه من المعاصي والحفاظ على ما أنت محافظة عليه من الطاعات سائلة الله عونه وتوفيقه ومعرفة بعجزك وضعفك وأنه إن وكلك إلى نفسك وكلك إلى عجز وعورة، فذمي نفسك ولوميها ولا تلومي ربك تعالى.
     
    وتوبي على الفور واعلمي أنه تعالى لو اطَّلع منك على الصدق في إرادة وجهك فإنه سيعينك، ولا تيأسي من رحمته، بل كلما أذنبت فتوبي وإذا عدت فأذنبت فتوبي ومهما كان ذنبك عظيما فإنه تعالى يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه، وهو تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل.
     
    خذي بأسباب الاستقامة من لزوم الدعاء ومصاحبة الصالحين والبعد عن أسباب الشر والله يعيننا وإياك على التوبة النصوح.
     
    والله أعلم.