752      1376
  • هل نزلت سورة الضحى كخطاب للنبي ﷺ فقط أم أنها تخاطب المؤمنين أيضاً؟
  • أ.د. حاكم المطيري
    أ.د. حاكم المطيري
    أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت
  • سؤالي بخصوص سورة الضحى، من المعلوم أن هذه السورة نزلت خصيصاً لطمأنة سيدنا رسول ﷲ -صلى الله عليه وسلم- ، فهل هي نزلت لنعلم نحن القصة أم يمكنني اعتبار أن الله عَزَّ وَجَل يخاطبني بها أيضاً؟

     

    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، أمَّا بعد؛

     

    سورة الضحى خطاب للنبي ﷺ وتعريف بحاله، وتذكير بأول أمره، وبنعم الله عليه، وبشارة له بحسن عاقبته في الدنيا والآخرة، ليكون آية للعالمين، في صدق نبوته وتحقق وعد الله جَلَّ وَعَلا له..

     

    وفيها إجمال للغاية التي بعث من أجلها، وهي الرحمة باليتامى والفقراء المساكين والإحسان إليهم، والتحديث بنعمة الله عليه وعلى العالمين وهي القرآن والنبوة والرسالة والإسلام والدعوة إليه..

     

    وهذا كله فيه عبرة لكل مؤمن وعظة بأن رب محمد ﷺ -الذي تولى أمره، فآواه بعد يتمه، وأغناه بعد فقره، وهداه بعد أميته، وعلمه من بين قومه مع ما كانوا فيه من جاهلية، واصطفاه لحمل رسالته- هو سبحانه وتعالى أيضا ربكم وهو عند حسن ظنكم به فمن قبل بشارة الله أفلح ونجا، ومن ردها خاب وخسر..

     

    فاذكروا نعمة الله عليكم، واشكروه عليها، وحدثوا بها، وادعوا إليها!

     

    وقد افتتح السورة بالقسم بالضحى وهو أول النهار وأوضحه نورا وأجلاه رؤية، وبالليل وشدة ظلامه، للإشارة إلى ظهور الهداية وأنوارها للعالمين ببعثة النبي محمدﷺ، بعد ظلام الجاهلية التي عمت العالم قبله، ثم تطور أحواله ﷺ وخروجه من حال إلى حال، بنعمة الله تعالى..

     

    وكان حال أمته كحاله في أميتهم وفقرهم وضعفهم في الأمم، وكما أعطاه ربه حتى رضي، فقد أعطى أصحابه وأمته ما وعدهم من الظهور على العالمين والاستخلاف في الأرض وحسن المآل حتى رضوا! وما أعده لهم في الآخرة يوم القيامة من الجنة ونعيمها خير لهم مما سلف لهم في الدنيا!

     

    فالسورة ذكرى وبشارة للنبي ﷺ ولكل مؤمن من أمته!

     

    والله أعلم.