96      3080
  • لماذا يحرم الإسلام بعض أنواع اللهو ولو لم تؤثر على العبادة؟
  • أحمد سالم
    أحمد سالم
    المدير العام لمؤسسة (أكاديميك) للدراسات والأبحاث والاستشارات
  • لماذا يحرم الإسلام بعض أنواع اللهو والترويح الذي يسلي الناس به أنفسهم، ويكون ذلك في غير أوقات الصلاة والعبادة؟

    الإسلام يبيح بعض اللهو ويحرم بعضه، والسبب ببساطة اللي بيخلي الشرع يحرم بعض اللهو هو إنه بيحرم الأنواع اللي ينطبق عليها حكمة رامي قشوع البليغة: ما بيعرفش يوقفها.

     

    بيحب يرفع لياقته ويعمل جسم صحي بيروح يرفع حديد كرياضة ودي حاجة مباحة لكنه ما بيعرفش يسيطر وبيرفع وزن يقطم ظهره.

     

    نفسها رايحة على حاجة حلوة، بتضرب صينية كنافة تخلي جسمها يترنح من السكر والدهون.

     

    يروح يقعد مع صحابه يرفه عن نفسه، تقلب القعدة لساعات من الغيبة والنميمة والسب وفحش القول فيقطم روحه ويترنح قلبه.

     

    بنفس الصورة والطريقة: فيه أنواع من اللهو التوغل فيه صعب السيطرة عليه، الأنواع دي بعضها حرمته الشريعة من بابه كده عشان بمجرد الدخول مش هتعرف توقفه مثل شرب الخمر وإن لم يسكر، ومثل الموسيقى عند أكثر الفقهاء.

     

    وبعض الأنواع أباحته الشريعة بس نبهت على خطورة التوغل بس، مثل ملاعبة الحيوانات والتعلق الزائد بها، وقد انشغل نبي الله سليمان بملاعبة خيله حتى سها ففاتته الصلاة وقال: إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ.

     

    وملاعبة الحيوانات لا زالت من اللهو المباح لكنها لازالت أيضًا مما يُخاف من ذهابه بالقلب، ومثلها ملاطفة الزوجة والأولاد فهو لهو مباح يثاب عليه إن قصد العبد به وجه الله، لكن لا يزال علم التحذير مرفوعًا من أن يصل الشغل إلى ما يورث الندم يوم يفر من المرء كل أحد حتى الصاحبة والولد.

     

    وبعض اللهو اختلف فيه الفقهاء هل هو من النوع الذي يحرم لقوة الظن بأنه يطغى فيفسد، أم يباح لأن منه مساحة تنفع وقدرة الإنسان على إدارتها والحذر من تطرفها أكبر، ومن أمثلة ذلك الشطرنج والغناء.

     

    فهذه هي قاعدة الشريعة فيما يحل ويحرم من اللهو، فهي تقصد إلى الموازنة بين الترويح الذي يكون ساعة تقوي بها النفس على الطاعة، وبين الترويح الذي يطغى على القلب فيغفل به المرء فيتجاوز تلك الساعة إلى درجة تضيع منه ساعة الطاعة.