335      2082
  • لماذا يشوب الدين الكثير من التشويش والشبهات؟
  • كريم حلمي
    كريم حلمي
    فقه حنبلي
  • لماذا تشوب رسالة الله للبشر (الدين) الكثير من التشويش والشبهات؟ لماذا لا يرسل الله رسالته بطريقة ما بحيث تكون واضحة للجميع فيكون الكل مؤمنا به وبرسالته دون أدنى شك ويقتصر الاختبار في الدنيا على طاعة الله وتحمل الابتلاءات؟ ما الحكمة من وضع الإيمان بالله وبرسالته (الدين) كجزء من الاختبار؟!
    أولًا: أساس الاختبار ولبه هو الإيمان بالله جل وعلا، ومن تمام رحمة الله جل وعلا أنه جعل الجنة ثوابًا لكل من آمن به، فمن الخاسر في الاختبار إذن إذا كان كل البشر مؤمنين؟ ثم كيف سيُختبر إيمان هؤلاء المؤمنين بدون مجالدة ومدافعة من الكفر وأهله؟ إن كان كل الناس في معسكر الإيمان فأين القتال إذن وأين الابتلاء؟
     
    ثانيًا: التشويش والشبهات إنما يصنعه البشر وأهواؤهم، فالحق الذي يُحاسب الله العباد عليه واضح جلي لمن طلبه وأراده، وقد أقام الله عليه من البينات الفطرية والعقلية والسمعية ما لا يكون مع حجة لمتشكك، ولكنه الهوى الذي يُعمي ويصم، إبليس كان مؤمنًا بالله دون أدنى شك، لكنه لم يكن يريد أن يؤمن بأنه عبد، فاختار الكفر كبرًا وعتوًا .. بنو إسرائيل أتاهم نبي قصم الله به جبارهم، وأحيا الموتى وشق البحر وأنزل الخير، مما زالت به كل ححب الشك والريبة، ثم اختاروا الكفر وعبادة غير الله .. النصارى أتتهم البينات وآمنوا بالله جل وعلا عن يقين ثم حرفوا الكتاب بأيديهم .. العرب أنفسهم منهم آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم عن يقين تام ثم قالوا كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر!
     
    ثالثًا: لم يبق إلا أن يجبر الله العباد على الإيمان، ويقتل الإرادة والاختيار الذي منحه الله لهم، فهكذا لم تعد الدنيا ساحة اختبار، ولم يعد البشر إلا مجرد دمى لا وجه لتكليفهم أو حسابهم!
     
    ---
     
    أخيرًا: هذا تباحث بشري فقير قاصر في ضوء المصابيح التي أنارها لنا الوحي، فرضه علينا عيثان الشك ووساوس الشيطان في صدور الخلق، وإلا فنحن عباد فقراء أذلة، وهو الجبار القهار العلي الأعلى، لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون