552      655
  • كيف يستجيب الله للمظلومين ونحن نرى الظلمة يتنعّمون؟!
  • محمد سالم الخضر
    محمد سالم الخضر
    مدير مركز مداد للبحوث والدراسات، ورئيس مركز البحوث والدراسات في مبرة الآل والأصحاب بالكويت.
  • كيف نجمع بين أن الله يستجيب للمظلوم ولو كان كافرا، وبين الواقع يعني غالبا الظالم يتنعم ولا يبالي ولا يحدث له اي سوء..؟ وشكرا لحضرتك
    لا يعاجل الله تعالى أحداً بالعقوبة بل يمهل ويطيل الأمد في المؤاخذة على الظلم حتى إذا عاقبه عاقبه عقاباً أليماً كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)، قال: ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾.
     
    ويُملي –سبحانه - للظالم لأمور:
     
    1- لينزع الظالم عن ظلمه، ويستعتب، ويئوب إلى ربه، ويستغفر، فيسلم من العقوبة، وعليه تدل آيات كثيرة خوطب بها المشركون وأهل الكتاب وغيرهم {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} [فاطر: 45]
     
    2- لتقوم عليه الحجة بإمهاله أمداً يمكنه المراجعة فيه فيزداد بهذا الإمهال إثماً كما قال جل وعلا: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [آل عمران: 178]
     
    وينبغي ملاحظة أنّه ليس بالضرورة أن ترى العقاب أمامك في الدنيا، فقد تكون العقوبة أخروية فقط، النهايات السعيدة بانتصار المظلوم على الظالم في الدنيا تجدها في الأفلام فقط، والمؤمن بالله تعالى يعلم أنّ هناك آخرة، ومن عُجِّلت له عقوبته في الدنيا كان أهون حالاً ممن ادّخرت له ليعاقب عليها يوم القيامة، بل لا مقارنة بين الاثنين.