387      3267
  • مبتلاة من أشهر وأدعو بقهر؛ فهل تخلى الله عني؟
  • هيثم سمير عبد الحميد
    هيثم سمير عبد الحميد
    فقه شافعي
  • أرجوك أجبني.. مبتلاة منذ أشهر أدعو بقهر وحرقة مع ذكر وتحرّي لأوقات الدعاء .. أرجوك كلمني بما يطفئ ناري، هل تخلى الله عني؟

    الله لم يتخلى عنك أخيتي ولكن نظرتك للأمور وللعلاقة بالله تعالى هي التي تحتاج للتغيير.

     

    وقد بين الله تعالى خطأها في الكتاب قال سبحانه : "فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)".

     

    فمشكلة الكثير من البشر أنه يقيس علاقته بربه سبحانه وتعالى بمقياس الدعم الدنيوي من الله تعالى له ولا يدري أن السراء والضراء من الله تعالى ابتلاء، وكلاهما للمؤمنة خير، وكلاهما لغير المؤمنة شر.
    قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأمْرِ المُؤمنِ إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خيرٌ، ولَيسَ ذلِكَ لأَحَدٍ إلاَّ للمُؤْمِن: إنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيرًا لَهُ، وإنْ أصَابَتْهُ ضرَاءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا لَهُ». رواه مسلم.
     
    أختي الكريمة..
    انظري وتدبري هذه الآيات..
     
    قال تعالى : "وبشر الصابرين".
     
    وقال سبحانه وتعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
     
    أيوب عليه السلام وهو نبي الله ظل في مرضه 18 عاما وفقد ماله وأبناءه وأهله، وكان ذلك ابتلاء شديدا فلم يؤثر في صبره بل ولا رضاه، وسحرة فرعون لما آمنوا عذبوا عذابا شديدا حتى الموت ولم يثنهم ذلك عن ما هم فيه فكانوا أهلا لأن يذكروا في كتاب الله من أهل الصبر والإيمان ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لقى من أذى قريش وغيرهم من الكفار الكثير خصوصا في الفترة المكية التي استمرت 13 عاما كاملة وعذب فيها أصحابه رضي الله عنهم؛ فمن صبر منهم وثبت كان من سادة المؤمنين ومن سادة البشر على مر العصور وكان من سادة أهل الجنة يوم القيامة.
     
    أختي الكريمة..
    الصبر الصبر!
     
    وفي الحديث الشريف : (وما أعطي أحد من عطاء خيراً وأوسع من الصبر).
     
    ولا يعني ذلك ترك الأخذ بالأساب ومنها الدعاء لكن إيّاكِ واستعجال النتائج وإيّاكِ ومحاولة إلزام الله تعالى بنتيجة معينة ترضيك!
     
    لسنا آلهة إنما نحن عبيد الله تعالى، والله تعهد بإجابة الدعاء، لكن إجابة الدعاء لا تستلزم حصول عين المطلوب ولا تستلزم فوريته.