573      515
  • هل يجوز الترحم على المنتحر، وهل يمكن ألا يكون آثما؟
  • محمود مداد
    محمود مداد
    باحث شرعي ومفتي.. موقع الشبكة الإسلامية
  • كثرت حالات الانتحار، فهل يجوز الترحم على المنتحر، وهل يمكن ألا يكون آثما؟ وكيف نعالج هذه الظاهرة من وجهة نظرك؟
    أما المنتحر فإن كان مغلوبا على ما فعل بحيث لم يستطع دفعه عن نفسه كمن تصيبه نوبات اكتئاب شديدة لا يتحكم معها في تصرفاته فيرجى أن يكون معذورا عند الله تعال.
     
    ، وأما من انتحر قاصدا إنهاء حياته فقد ارتكب كبيرة من أعظم الكبائر وأكبر الموبقات عياذا بالله حيث بادر ربه بنفسه، ثم إن كان مات على التوحيد فليس مشركا بفعله ذاك بل هو تحت مشيئة الرب تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وحديث: (خالدا مخلدا فيها أبدا) مصروف عن ظاهره.
     
    ويدل لكونه غير مخلد في النار ما أخرجه مسلم في صحيحه من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمنتحر الذي قطع يده حتى مات وكان مهاجرا فرؤي في النوم ممسكا بيده تلك وقال: إن الله غفر له إلا موضع يده؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم وليديه فاغفر).
     
    وعليه فيجوز الترحم عليه والدعاء له والصلاة عليه، ولكن لو ترك أهل الفضل الصلاة عليه زجرا للناس عن تعاطي مثل هذا القبيح فهو حسن.
     
    وأما العلاج فكثير من أسباب ما يحصل نفسية، فعلى من وجد بنفسه أو بولده مبادئ خلل نفسي واضطراب سلوكي أن يراجع المختصين، ومراجعة الأطباء النفسيين ليست سبة ولا عارا، وكثير من هذه الحالات كان علاجها في أوليات الأمر سهلا قبل أن تستفحل وتصل إلى ما وصلت إليه.
     
    ومن أهم أسباب العلاج التدين الصحيح وربط الشباب بل والمجتمع بأسره بقيم الإسلام وتعاليمه التي تحرم مثل هذا السلوك والتي تحث على الرضا بأقدار الله والتسليم لحكم الله وتعد على الصبر والاحتساب بالثواب الجزيل، وعند المختصين من إخواننا المتشرعين المشتغلين بالطب النفسي مزيد فائدة في هذا الباب، فعليهم أن يجتهدوا في نشر الوعي بالأسباب وطرق الوقاية والعلاج، والله الهادي.