82      4363
  • مضطرة للذهاب إلى طبيب لأن العلاج عند الطبيبات لم ينفع، فما الحكم؟
  • خالد بهاء الدين
    خالد بهاء الدين
    الحديث وعلومه.. الفقه الشافعي..
  • أنا مضطرة أن أذهب للكشف الطبي على جلدي عند طبيب لأن غيره لم ينفع، والطبيب الذي أعالج عنده حاليا جيد، لكن يمسك يدي أحيانا، وآخر مرة رفع نقابي دون استئذان، علاجه جيد لكني أرى ما يفعله حرام، فهل هذا صحيح؟

    الحمد لله وحده.

     

    إذا لم تجدي طبيبة جلدية امرأة مسلمة، يجوز لك الذهاب لطبيب مسلم بشروط.

     

    وكذلك إذا كانت الطبيبات اللاتي وجدتِهنَّ غير متقنات، أو لم تعرف إحداهنَّ وصف الدواء الصحيح.
    فهذا يجعل الطبيبات في حكم المعدوم، لأن الغرض هو العلاج، فإذا لم يكن العلاج عندهن، فكأنهن غير موجودات.

     

    وكل هذا كلام نظري، فلا أدري هل الأمر بالفعل كذلك؟ لم تجدي طبيبة جلدية جيدة؟
    هذا التخصص شائع في النساء، فإنك ستجدين متقنات إن شاء الله، وأستاذات في الجامعة، لو بحثت جيدا.

     

     أما أهم شروط الذهاب لطبيب رجل:

     

    ألا تجدي طبيبة مسلمة، وألا تجدي طبيبة نصرانية، هكذا ذكر من ذكر من الفقهاء الشافعيين.
    النصرانية الطبيبة أولى من الرجل المسلم الطبيب.
    وبعدهما: يأتي الطبيب المسلم، ويجب أن يكون مسلمًا ما دمت في مصر أو في بلد مسلمة، ولا يجوز بحال الطبيب النصراني في مصر أو بلد مسلمة، فليس له أي داع مع وفرة الرجال المسلمين.

     

    إن اضطررت لطبيبٍ رجلٍ مسلم:
    فيجب أن يكون معك أحد محارمك، أو امرأة ثقة من معارفك، يكون معك في غرفة الفحص، لأن الخلوة حرام.
    وأقول: يستحبُّ أن يكون مسنًِّا، أي: كبيرا في العمر، ليس شابًّا.
    إلا أن تكون المرأة المريضة هي الكبيرة في السنّ، فلا فرق حينئذ.
    ويستحبُّ البحث عن طبيب مشهور بالديانة وحسن الخلق، لأن شأن تكشف المرأة على رجل أجنبي: شديد.

     

    يجب ألا تكشفي إلا ما يحتاج إليه الطبيب فقط، في وجود المحرم أو المرأة التي معك.
    والزيادة على ما يحتاجه الطبيب: حرام.
    وسوف نصدِّق الطبيب المسلم (ما دمنا اجتهدنا في اختياره) عندما يقول للمريضة: اكشفي كذا وكذا.
    ولن نعارضه، فإن للأطباء حاجة في كشف ما لا يعرف المريض فائدته، ولكن الطبيب يعرف.

     

    وبعد كل ذلك:
    إن كان الطبيب يمسك يدك، فإن كان ذلك للحاجة إلى الكشف، فهذا هو المنتظر.
    وأشكر لك حيائك وتحفظك على أن يمسك يدك، لكن إن كان هذا هو موضع الكشف، فلا حرج.

     

    وأما أن يكشف وجهك بدون استئذان، فهو عمل قبيح وسوء تصرف، وقد يكون سوء خلق.. ولو كان الأمر مع أحد أقاربي لعكَّرت على الطبيب المسكين حياته الدنيا.

     

    وكل الأطباء المحترمين يكون بينهم وبين المريض حوارٌ طبيعي.. (اكشف بطنك من فضلك).. (قومي إلى سرير الكشف لو سمحتِ).. ارفع يدك .. افتحي فمك... إلخ.

     

    لكن بعض الأطباء خاصة في مصر، يتعاملون مع المريض معاملة جفاف وجفاء وسوء خلق.. وهذا من جملة الأمراض النفسية التي عند الأطباء، أو عدم مراعاتهم لأخلاق المهنة.

     

    ■ إذا اضطرت المرأة للذهاب لطبيب مسلم ثقة من أهل الخلق والديانة، لعدم وجود طبيبة مسلمة ولا طبيبة نصرانية: فلا بد من محرم أو زوج أو امرأة ثقة مع أي امرأة تذهب لأي طبيب كان.

     

    ■ وأما الأطباء النفسيون الذكور، أو المعالجون النفسيون أو الاستشاريون، الذين يجب أن ينفردوا بالمرأة للعلاج النفسي، ولا يسمح نوع العلاج أن يكون معها أحد: فيحرم ذهاب المرأة إليهم.
    وفي الطبيبات النفسيات غناء ووفرة والحمد لله.

     

    وقد وقع في السنوات السابقة كثير من الفُحش والوقائع الكارثية بسبب التساهل في أحكام الشرع، فاتقين الله، وحافظن على أنفسكن، وراعين حدود الله.

     

    أقول كل هذا وأنا عائلتي كلها من الأطباء، أبي وأخي وأبو زوجتي وأمها، ولي جملة صالحة كثيرة من الأصدقاء الأطباء، من مدرسي الجامعة فمن دونهم.

     

    هذا والله أعلم.
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.