842      207
  • هل نتأثر بمعاني القرآن أم بصوت القارئ؟
  • د.حسام الدين حامد
    متخصص في القضايا الفكرية
  • رأيت كلاما لأحد الأشخاص يقول فيه أننا نتأثر بالقرآن ونبكي ونحب سماعه لطبقة صوت القارئ وصوته الجميل، وليس لأجل القرآن ومعانيه، وأننا لن نتأثر إذا كان صوت القارئ عاديا.. فما رد حضرتكم؟
     
    الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
     
    لو كان السر في حسن الصوت لانتهى الأمر إلى الملل!
     
    والرجل يسمع الصوت الحسن بالغناء فيعجبه ثم يعاود السماع مرة ومرة وعشرة وعشرين حتى يمل السماع ويفقد لذة الطرب بالصوت، ويسمع الرجل الشعر الحسن فيعجبه ثم يكرر السماع فلا يزال يترك الشعر في نفسه أثرًا طيبًا حتى تنضب المعاني التي تتفجر من الكلام فتمل النفس الشعر!
     
    والقرآن أمره بالعكس! لا تملّ النفس سماعه! وكلما ازدادت تبحرًا فيها زادت تأثرًا بحلاوته! ومعانيه لا تنضب، وحلاوته لا تنتهي، وحسنه لا يقف عند حد!
     
    إن أقصى ما يتمناه الشاعر والمطرب المغني أن تصيب السامع قشعريرة تسري في جسده من تأثره، لو حدث هذا مرة أو مرتين لكان ذلك غاية المراد وقمة الإبداع في عرف هؤلاء.. لكن القرآن كلما ازددت قربًا ازدادت القشعريرة والسكينة والخشوع، هذا عكس هذا ولكن الذي قرأت له الكلام يتحدث عما لا يعرف ليس إلا!
     
    والله أعلم.