844      392
  • لماذا نحب رسول الله ﷺ ونقتدي به؟
  • القاسم نبيل الأزهري
    القاسم نبيل الأزهري
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • لماذا نحب رسول الله ﷺ ونقتدي به؟ أجبني جوابا من قلبك.
     
    الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
     
    الجواب موجود في سؤالك: لأنه "رسول الله" -صلى الله عليه وسلم-.
     
    إنسان عظيم من بني آدم، اصطفاه الله عَزَّ وَجَلَّ على جميع خلقه، وجعله سيد ولد آدم يوم القيامة، ووهبه من الكمالات البشرية والصفات الجميلة العظيمة ما استحق به وصف العليم الخبير جَلَّ جَلاله في قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
     
    لماذا نحب أحدا أصلا؟!
    لجماله الخَلقي؟
    لأخلاقه العظيمة؟
    لإحسانه إلينا؟
    لأن له مقاما محمودا ومكانة عظيمة عند الله عَزَّ وَجَلَّ خالقنا؟
    كل ذلك مجتمع في رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
     
    ثم من قرأ سيرته ﷺ، وأمعن النظر في مواقفه، وحاول النفوذ بعين بصيرته من خلالها لإدراك بعض من طبيعة جمال هذه الروح الطيبة وذلك الإنسان الكامل، الذي ما خلق الله ﷻ أحدا أكرم منه، سيجد نفسه أمام نفس نقية طيبة جميلة قوية وفية شجاعة صادقة أمينة فطنة عاقلة أَبِيَّة كريمة، قد اجتمع فيها كل كمال بشري، لا أجمل من ذلك ولا أكمل منه في تلك الدنيا، وقد كان يدرك ذلك أهل العلم والفهم والفطانة من أول نظرة، كما أدركه عالِم أهل الكتاب عبد الله بن سلام، فقال: "لما رأيت وجهه علمت أنه ليس بوجه كذاب".
     
    فإن قلت: لكن قوما كذبوه، وحاربوه، وكفروا به، وكرهوه، ولم يحبوه، وبذلوا وسعهم في حربه!
    قلنا: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد = وينكر الفم طعم الماء من سقم.
     
    لا يملك مستقيم الفطرة إذا عرفه حق المعرفة إلا أن يحبه قَطعًا، وما حاد عن ذلك أحد إلا لجهله به، أو لانتكاس فطرته، وانطماس بصيرته.
     
    اللهم صل وسلم وبارك عليه كلما ذَكرَه الذاكرون، وكلما غفل عن ذِكره الغافلون.