175      2994
  • ما هو النعيم المعجل للمؤمن في الدنيا ؟
  • القاسم نبيل الأزهري
    القاسم نبيل الأزهري
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • ما هو النعيم المعجل للمؤمن في الدنيا ؟

    قال الله سبحانه: [قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون]
    فضل الله ورحمته = الإسلام والقرآن.

     

    قال ابن القيم: لو لم يكن إلا ما يُجازي به المحسن مِن انشراح صدره في انفساح قلبه وسروره ولذاته بمعاملة ربه عز وجل وطاعته وذكره ونعيم روحه بمحبته وذكره وفرحه بربه سبحانه وتعالى أعظم مما يفرح القريب من السلطان الكريم عليه بسلطانه.

    وما يجازي به المسيء مِن ضيق الصدر وقسوة القلب وتشتته وظلمته وحزازاته وغمه وهمه وحزنه وخوفه، وهذا أمر لا يكاد مَن له أدني حس وحياة يرتاب فيه، بل الغموم والهموم والأحزان والضيق عقوبات عاجلة ونار دنيوية وجهنم حاضرة، والإقبال على الله تعالى والإنابة إليه والرضاء به وعنه وامتلاء القلب من محبته واللهج بذكره والفرح والسرور بمعرفته.. ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة.

    قال: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إنَّ في الدنيا جنة مَن لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة؛ وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أنَّى رحت فهي معي لا تفارقني، إنَّ حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.

    وقال: فإنه لا نعيم للعبد ولا لذة، ولا ابتهاج، ولا كمال، إلا بمعرفة الله ومحبته، والطمأنينة بذكره، والفرح والابتهاج بقربه، والشوق إلى لقائه، فهذه جنته العاجلة.