610      2245
  • هل نحن مخلوقون لعبادة الله أو النار؟ لماذا يختبرنا الله؟ أشعر بالنفاق.
  • هيثم سمير عبد الحميد
    هيثم سمير عبد الحميد
    فقه شافعي
  • لماذا نحن هنا؟ لماذا خلقنا الله؟ هل لنعبده وإذا لم نفعل رمانا في النار؟ هو يعلم ما يكون منّا من قبل خلقنا وأقدارنا ثابتة فأين الاختبار؟ ولماذا الاختبار أصلا؟ صرت أصلي بنفاق تعوّدا فقط.
    هل حضرتك من حقك تسأل السؤال ده؟ الجواب لا.
     
    فالله تعالى مش مطالب ببيان كل حكمة لكل تصرف من تصرفاته..
     
    وضعف إدراكك عن فهم حكم تصرفاته لا يعني إن مفيش حكمة، زي بالضبط ما حضرتك مش مطالب تبرر كل تصرف لطفلك اللي عنده ثلاث سنوات واللي ممكن يبقى شايفك ظالم علشان بترفض له طلب أو بتلزمه بإلزام أو بتعاقبه على غلط، في حين أن كل العقلاء شايفين فعلك عين الصواب والحكمة مع فارق ضخم بين المثالين.
     
    حضرتك كإنسان مخلوق ربنا أنعم عليك بالوجود وأنعم عليك بنعم لا تحصى لو معبدتش الله تعالى المستحق للعبودية بذاته فأنت إنسان جاحد لا تستحق إلا أشد العقاب.
     
    لو إنسان أبويه بعد ما أنجبوه وعملوا له كل شيء كويس ودعموه في حياته كلها تنكر لهما ولدورهما ويتعمد عصيانهم والتمرد عليهم ومناصرة عدوهم بغير حق كل إنسان عاقل هيشوف إن ده مش بني آدم وإنه إنسان حـ ـقـ ـير يستحق أشد العقاب، فالشخص اللي يرفض عبادة الله تعالى جرمه أشد وأشد.
     
    طيب ربنا عارف احنا هنعمل ايه جميل؟ فين المشكلة هو ربنا بيحاسبك على معرفته ولا على فعلك اللي تستحق به الجنة أو النار؟
     
    كل عاقل يدرك إنه بيتصرف باختياره وكل عاقل يفرق بين دقات قلبه مثلا اللي هي فعل قهري لا يتحكم فيه ولا يختاره وبين تصرفاته اللي بيفكر فيها وبيختارها بمحض إرادته.
     
    فالله تعالى بيحاسبك وبيختبرك على تصرفاتك مش على علمه فيك ولو أدخلك النار قبل ما يختبرك اعتمادا على علمه وأدخل غيرك الجنة قبل الاختبار اعتمادا على علمه كان هيبقى رأيك إن ده ظلم وإن أنت لم تاخذ فرصتك لاثبات جدارتك بالجنة.
     
    طيب هو ليه ربنا أصلا يخلقنا؟ الجواب زي ما قلنا فوق أنت مش من تحاسب الله تعالى وإنما أنت المحاسب وأنت عقلك أحـ قـ ـر من إنه يحكم على الله سبحانه.
     
    أنت دلوقتي موجود والعقل قبل الشرع بيثبت حق الله تعالى في العبادة فلو أديت حقه كنت أهلا للمزيد من إنعامه ولو لم تؤدي حقه كان ذلك دليلا على خسة النفس التي تستحق العقوبة الشديدة.
     
    ثم الله تعالى الملك يفعل ما يشاء ويختار وله صفات الكمال وأفعاله مقتضى صفاته التي هي كمال فتعذيب المستحق للتعذيب كمال والإنعام على من هو محل للإنعام كمال والعفو عن الآثم الذي مقر باثمه ومعتذر عنه كمال .
     
    طيب ليه يختبرنا؟ لأنه لم يخلقنا للفناء وإنما للبقاء فبيختبرك علشان يحطك في موضعك اللي وضعك فيه يكون كمال من الله تعالى ويكون الحساب بناء على عملك مش بناء على علمه سبحانه لئلا يكون لك حجة.
     
    أخيرا رأيي الشخصي إن دي بداية تعللات بيهرب ليها الشخص اللي مش قادر على المواصلة في القيام بواجبات العبودية فيشعر نفسه بالمظلومية ويعاونه على ذلك الشيطان.
     
    ثم ينمو هذا الشعور ليصبح نفاقا ثم كفرا وجحودا ويصدق الكـ ـافر والجاحد نفسه وكذبته التي كذبها على نفسه!
     
    وبقاؤه على الطريق ولو بتكسر خير له؛ فأن تبقى عبدا لله تعالى معظما له محبا له ولو مع تقصير كبير في القيام بحقوقه خير لك في دنيك وآخرتك.
     
    وظن البعض أن هذا الطريق بيريح ضميره وبيشيل عنه الصراع مع ضميره وهم كبير، أنت ستدخل في صراعات أعظم وأشد ثم مآلك الآبدي هيكون خطير.
     
    نصيحتي دعك من هذا الهراء والتفت لنفسك وإصلاح دينك والقيام بحق عبوديتك والزم كتب التصوف السني السلفي المنضبط، وربنا يهدي قلبك للإيمان ويرزقك السكينة والطمأنينة هو ولي ذلك والقادر عليه.