621      12980
  • عند فتح قبر والدي لدفن عمي خرجت حشرات مهولة، ما هذا؟
  • عمرو بسيوني
    عمرو بسيوني
    باحث شرعي في مبرة الآل والأصحاب
  • أحسن الله إليك أجبني بتفصيل لتريح قلبي .. والدي توفاه الله من 6 أشهر، من شهرين بترت رجل عمي فقام التربي بدفنها قريب من الأرض وليس داخل القبر. اليوم مات عمي. وعند فتح القبر خرجت حشرات بكميات مهولة لدرجة الهلع فضلاً عن الرائحة النتنة. 1- ما تعليقك الشرعي على الحادثة؟ 2- هل والدي يتأذى الآن؟
    التعليق الشرعي ينبغي أن يكون مستندا إلى الشرع لا الحدس ولا التوهم ولا الذوق، لأن المسائل الغيبية لا سبيل إلى العلم بها إلا بالنص، وغالب ما يتكلم به الناس في تلك الأمور = من التخرص والكلام من غير علم،
     
    والوعظ إذا أصبح فقها = فهو فساد عريض، وكثير مما يذكره الوعاظ ويسجلونه من مقاطع مصورة، ويحكونه عن قصص الموتى والتغسيل في القبور؛ ليس بحجة، ولا لازم، ولا مبني على أصل شرعي ثابت،
     
    يقول ابن عبد البر: ((وأما تغطية وجه الميت قبل الغسل وفي حين الغسل بخرقة فلأن الميت ربما تغير وجهه بالسواد ونحوه وذلك لداء أو لغلبة دم فينظر الجهال إليه فينكرونه ويتأولون فيه.
    وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من غسل ميتا ثم لم يفش عليه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)).
     
    وكثير من الصالحين تتغير أبدانهم، ويخرج منهم القذر حين غسلهم، ومن قبورهم، وفي كتب التراجم ما هو أشد من ذلك، لكن لا فائدة من ذكر شيء منه. فهذا أمر طبيعي، ينتج عن تحلل بدن الميت وتغذي الهوام والحشرات عليه،
     
    والحق إن هذا حال غالب القبور، صالحها وطالحها. والميت في معزل عن ذلك، لا ينفعه ولا يضره حشرة ولا أسد، فقبره يفسح فيه مد بصره وهو أذرع يسيرة في الشاهد، ويضيق عليه حتى تختلف أضلاعه ولو كان هرما مشيدا. إنما ينفع الميت عمله وإخلاصه، وهذا بينه وبين ربه لا يطلع عليه أحد، إنما للناس حسن السيرة في الظاهر.
     
    فالحاصل: أن الميت يدعى له ويستغفر له، ولا يتكدر الحي بشيء من ذلك ولا يقعد عن العمل بذلك الهم، فإن هذا من الشيطان.