740      264
  • ما هو الرد على من يقول بأنه لن يلتحي لأنه مُقصِّر وليس بقدرها؟
  • محمود مداد
    محمود مداد
    باحث شرعي ومفتي.. موقع الشبكة الإسلامية
  • يقول أنا لن ألتحي لأنني مقصر في أعمال البر ولست بقدرها، ما تعليقك؟
     
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
     
    هذا من حيل الشيطان وخدعه، اللحية من شعب الإيمان وشرائع الدين، وليست هي أبلغ من الصلاة ولا أهم منها مثلا، فإن كنت تصلي ولا تترك الصلاة ولا تقول أنا لست بقدرها وبالتالي لا أصلي ولا تقبل هذا ممن قاله فاللحية أولى، وكذا يقال لمن لا تستر وجهها وهي تعلم أنه من الدين وتقول أنا لست مؤهلة لهذه الخطوة..
     
    بل من قدر على شيء من شعب الإيمان فعليه أن يأتي به، والحسنات ولود كما أن السيئات ولود، وإذا عمل العبد الحسنة قالت له أختها إلى جانبها اعملني..
     
    فإذا أطعت الله جَلَّ وَعَلا في هذا الأمر الذي هو إعفاء اللحية وأطاعت هي ربها في ستر وجهها فالمرجو من فضل الله أن يوفق لمزيد من الطاعة ويعين على المزيد من الالتزام بخصال الخير وشرائع الدين.
     
    وتصور أن الملتحي أو المنتقبة لا بد أن يكون شخصا كاملا خاليا من العيوب تصور خاطئ، بل قصارى الأمر أن هذا الرجل وهذه المرأة أتى بهذه الشعيرة من شعائر الدين، وقد يكون مقصرا في غيرها فيؤمر بالإتيان به وتدارك النقص لا بأن يترك ما يفعله من الخير لأجل تقصيره في أمر آخر..
     
    والدين ظاهر وباطن والشريعة مؤلفة من أعمال الجوارح وأعمال القلوب التي هي أهم بلا شك، والذي ينبغي للمسلم الدخول في السلم كافة يعني الإتيان بما قدر عليه من تعاليم الدين ومجاهدة نفسه للإتيان بما لم يأت به منها..
     
    فلا تتبعوا خطوات الشيطان في هذه الجزئيات وغيرها، بأن تفعل معصية مثلا فتترك طاعة كنت تعملها وتقول لا فايدة، ما دام أنا أطلق بصري مثلا فلا فائدة من صيام التطوع أو من صلاة النافلة أو كذا وكذا مما هو من حيل الشيطان، يزهدك في الطاعة بزعم أن معصيتك مانعة من قبولها..
     
    بل الذي ينبغي هو العكس وهو أن تكاثر تلك المعاصي بفعل ما تقدر عليه من الطاعات فالحسنات يذهبن السيئات، مع مجاهدة النفس مجاهدة صادقة للتخلص من تلك المعاصي والإتيان بالتوبة النصوح على وجهها..
     
    ويظل المسلم يجاهد نفسه ويقاتل في معركة حامية الوطيس مع الشيطان ما دامت روحه في جسده، فعليه ألا يستسلم لخدع العدو فيمكنه من هزيمته بمثل هذه الحيل، وفقنا الله وإياكم لمراضيه.
     
    والله أعلم.