298      2623
  • تعليق على مقولة (تستحقين من يمتلئ بك فيتنفسك ولا يرى سواك)
  • القاسم نبيل الأزهري
    القاسم نبيل الأزهري
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • ما رأيكم في مقولة (والله انتي تستحقين من يمتلئ بكِ، فيتنفس بكِ، فلا يرى سواكِ لِمَ تُرهقين أجنحتك في سماء تضيق عليها !) ومثلها من العبارات؟
    بقي أن يقال: تستحقين مَن يَعبدك ويَركع لك ويسجد!
     
    هذه المبالغات عواقبها سيئة إن سلم محتواها نفسه من السوء، لأن فيها إيهاما للفتاة بأنها تستحق كذا وكذا مِن المبالغات والتهاويل، ثُمَّ إذا لم تصادف في حياتها ذلك الذي قيل لها أنها تستحقه عاشت في شقاء ونَكَد تَحسب أنها محرومة مما تستحق!
     
    الفتاة المسلمة تستحق أن تكون شريفة عفيفة نقية طاهرة بعيدة عن مواطن الريبة والإثم والدناءة، فينبغي لها أن تسعى وتجتهد لتحصيل هذا الذي تستحقه ويليق بها مِن هذا الخير والطهر والعفاف، لأن هذا تكليف يحرص المسلم والمسلمة على التحقق به، ويستغفر الله من التقصير فيه، ويتوب إلى الله مما يخالفه.
     
    أما الزواج والحب بلا مبالغات يتنفس بك ولا يرى سواك ويركع ويسجد في محرابك = فذلك رزق وتفضل وعطاء من الله، وابتلاء واختبار، والناس فيه يتفاوتون، وليس شيء منه استحقاقا لأحد، إنما هو عطاء من الله، يُعطَاه المسلم والمسلمة فيشكر لله، ويُمنَع منه أو يؤخَّر عنه فيَصبر محتسبا أجر صبره عند الله، ويعطاه آخرون فلا يَشكرون، أو يُمنَعون منه فلا يَصبرون، وبالتحقق بذلك الشكر والصبر أو تضييعهما يحصل التفاوت الحقيقي العظيم الأبقى، فيرتفع أقوام وينحط آخرون، أما التفاوت في أمور الدنيا فتفاوت صوري مؤقت.
     
    [انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض، وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا]